• كلمة السيد النقيب

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن من مصلحة العدالة أن تحفظ القوانين للمحامي كرامته ووقاره واحترامه وان تحميه من اية محاولة للاعتداء عليه اثناء قيامه بعمله او بسببه ، وان يكون المحامي مستقلا لا سلطان عليه الا لضميره وللقانون .وهذا لايتحقق الا في ظل هيئة حرة ومستقلة تملك زمام امرها ولديها من الشجاعة ما يمكنها من ابداء رأيها بصرامة متناهية ومن مصلحة المحامي ان يحترم مؤسساته في مساءلة من يخرج من المحامين على تقاليد المهنة واعرافها حتى تستطيع ان تؤدي دورها في حماية المحاماة والمحامين من تجاوزات السلطة بكل مفرداتها ومن التفاف البعض حول قواعدها. ومن واجبات المحامي ومقتضيات استقلاله ان لا يكون صدى لمقترحات موكله ، والا يشير عليه بعمل يشوبه الغش او يؤكد له امرا وهو يعلم انه غير صحيح او ينفي له امرا وهو غير عالم بحقيقته وان يمتنع عن كل ما من شأنه تعويق العدالة كما ان عليه وهو يدافع عن موكله ان ينأى عن الاجراءات الكيدية ضد خصمه وان يلتزم جانب الاعتدال في مناقشة زميله وان يؤمن انه وزميله صنوان يجمعهما رحم المحاماة الرحيم يتشحان برداء المحاماة الاسود المجرد من الزخرف دلالة مقصودة على البساطة وتأكيدا على المساواة وتوحيدا لمظهر المحامين في مجال عملهم،فلا هو محلي بجوهر يكشف عن ثراء صاحبه ولا هو مميز بعلامة تنبئ عن صفة غير صفة المحاماة .
    ان المحاماة فن رفيع ،والمحامي لا يستطيع ان يملك زمام هذا الفن الا بالمثابرة على البحث والدراسة المعمقة والثقافة من اهم صفات المحامي اللازمة لنجاحه وهي وليدة المداومة على الاطلاع والدراسة في شتى فروع المعرفة والاحاطة بكل التطورات والمتغيرات حتى بما يظنه المحامي منها ومنبت الصلة بطبيعة عمله لانه ما من نشاط انساني الا هو قابل للخلاف والاختلاف ومن ثم يحتاج للافكار و نحن اليوم بهيئة المحامين بسطات نعتز بانتمائنا لهذه المهنة ذات الرسالة السامية و الاهداف النبيلة باعتبارنا مساهمين فعليين في تحقيق انبل مقصد للأمة و هو تحقيق العدالة و تعميمها بين الناس إيمانا منا بان رسالة المحاماة عريقة عراقة القضاء و تليدة أسوة بالحق وتتناغم في ممارستها إحقاق الحق وأداء الواجب و تشيد صرح العدل على اسس متينة كما ان المحاماة هي أبدا حصن الحريات وكما قال المحامي الفرنسي{{ جاك ازروني}} انما احب المحاماة لانها حصن الحريات، اننا قد رأينا السنوات العجاف التي مرت بها ولا نزال نرى الحريات بموت بعضها اثر بعض.
    ولكن لن تموت الحريات كلها مادامت المحاماة قائمة، وما دمنا نلبس لها الثوب الاسود المزركش والاكمام البيضاء.... لكي نحمي بها حريات المواطنين وشرفهم وأمنهم من الاضطهاد والظلم .....}
    فاذا كان يستحيل بناء مجتمع ديمقراطي حداثي بدون عدالة حقيقية والتي قد تجاوزت دورها التقليدي في الوقت الراهن وأصبحت أداة تنمية اقتصادية ، فانه لا يتصور وجود عدالة بدون محاماة باعتبارها قطب الرحى وشريك اساسي لها في اقامة العدل.
    وإيمانا منا بوجود قناعة من أجل اصلاح وتغيير وتطوير الاساليب العتيقة للمهنة حتى تواكب وتساير متطلبات العصر وما سمي فيه بالربيع العربي سائر في التطور والتغيير بصورة سريعة وقد ساهم في هذا التطور وسائل الاتصال الحديثة ومنها الشبكة العنكبوتية التي قربت المسافات ووفرت الجهد والوقت لذلك عملنا على احداث موقع خاص بهيئة المحامين بسطات تحت عنوان:
    www.barreauavocatsettat.com

    سنعمل على ان تكون صلة تواصل للاطلاع على عمل النقيب والمجلس وكل ما يتعلق بالشأن المهني والاجتماعي .
    وفقنا الله جميعا لما فيه الخير .

    والسلام
    امضاء النقيب المصطفى درايكي .

أجندة

اصدارات الهيــئة